إلغاء وحدة "بحث التخرج" في الجامعات المغربية...نحو تطوير المهارات الشاملة وترسيخ الهوية الوطنية بقلم مصطفى توفيق طالب باحث في علم النفس


 




أعلن وزير التعليم العالي والبحث والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، عن إلغاء وحدة "بحث التخرج" في سلك الإجازة، اعتبارا من الدخول الجامعي 2023-2024. ويأتي هذا القرار كجزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تحديث المناهج الدراسية وتحسين جودة التعليم العالي في المغرب



تهدف هذه الخطوة إلى مواجهة التحديات المتزايدة في سوق العمل ومتطلبات التنمية الوطنية. تعكس هذه التغييرات توجه الوزارة نحو تعليم يركز على تطوير المهارات الشاملة للطلبة، بدلا من التركيز الضيق على الأبحاث الأكاديمية



تم تعويض وحدة "بحث التخرج" بوحدات جديدة تتضمن


1

 تطوير القدرات الحياتية والذاتية، حيث تشمل هذه الوحدات تدريبات على المهارات الشخصية مثل التفكير النقدي، حل المشكلات، القيادة والعمل الجماعي. تهدف هذه البرامج إلى إعداد الطلبة ليكونوا قادرين على التكيف مع مختلف التحديات المهنية والشخصية

2

 وحدات المهارات الرقمية التي تتضمن دروسا في التكنولوجيا والبرمجة والذكاء الاصطناعي. ومع تطور الاقتصاد الرقمي، باتت هذه المهارات ضرورة حتمية لجميع الخريجين

3

 القدرات اللغوية التي تشمل تحسين مهارات اللغة الإنجليزية والفرنسية، إلى جانب تعزيز اللغة العربية، حيث ينظر إلى إتقان اللغات على أنه مفتاح لفتح فرص أكبر على الصعيدين المحلي والدولي

4

 ترسيخ الهوية الوطنية، حيث يتم التركيز في هذه الوحدات على دراسة الثقافة والتاريخ المغربي، لتعزيز شعور الانتماء والهوية الوطنية بين الطلبة



و من المتوقع أن تساهم هذه التغييرات في تحسين جاهزية الطلبة لسوق العمل، حيث  من خلال التركيز على المهارات الحياتية والرقمية، يصبح الطلبة أكثر قدرة على المنافسة في بيئات العمل الحديثة


و مما لا شك فيه ان يؤدي التركيز على المهارات الشخصية والتفكير النقدي إلى بيئة تعليمية تشجع على الابتكار


و فيما يتعلق بترسيخ الهوية الوطنية، فمن خلال تعزيز التعليم حول التراث الثقافي والتاريخي، يمكن بناء جيل مرتبط بقيم وثقافة بلاده


إلغاء وحدة "بحث التخرج" وإدخال وحدات جديدة في المناهج الدراسية يعد خطوة جريئة نحو تحسين التعليم العالي في المغرب. هذا التغيير يعكس رؤية مستقبلية تهدف إلى إعداد جيل من الخريجين يتمتعون بمهارات متعددة وقدرات تنافسية، مع الحفاظ على هويتهم الوطنية. إن نجاح هذه المبادرة يعتمد على التنفيذ الفعال والتفاعل الإيجابي من قبل جميع الأطراف المعنية في النظام التعليمي