ان المعتقدات حول المرض تتوافق مع الأبعاد الخمسة التي اقترحها ليفينتال في نموذج التمثيلات الذاتية للأمراض (Illness Representations Model)
هذه الأبعاد الخمسة تساعد على فهم كيفية تصور الأفراد لأمراضهم وكيفية تأثير ذلك على سلوكياتهم الصحية
1 الهوية: ويتضمن هذا البعد تسمية المرض والأعراض المصاحبة له. كيف يعرف الإنسان مرضه وما هي الأعراض التي يتعرف عليها ويعاني منها؟ مثال: يعاني شخص من ألم مستمر في الصدر ويعتقد أنه مصاب بمرض القلب التاجي بناء على تشخيص الطبيب وأعراضه. معرفته بالمرض وأعراضه تؤثر على استجاباته وسلوكياته، مثل تناول الأدوية وتجنب الأنشطة التي تزيد من الألم
2 السببية : يشمل هذا البعد المعتقدات حول أسباب المرض سواء كانت بيولوجية أو نفسية أو بيئية أو غير ذلك. قد يعتقد الناس أن مرضهم ناجم عن أسباب مختلفة مثل العدوى أو الوراثة أو التوتر أو نمط الحياة. على سبيل المثال، يعتقد الشخص أن التهاب المفاصل الذي يعاني منه سببه نمط حياة غير صحي، مثل عدم ممارسة الرياضة وتناول الأطعمة الغنية بالدهون. وقد يدفعه هذا الاعتقاد إلى تبني تغييرات في نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة بانتظام وتناول الطعام الصحي
3 الخطورة (الخط الزمني): يتناول هذا البعد المعتقدات حول المدة التي سيستمر فيها المرض، سواء كان حادا وقصير المدى أو مزمنا وطويل الأمد. على سبيل المثال، يعتقد مريض الأنفلونزا أن المرض سيستمر لمدة أسبوع فقط ثم سيتعافى تماما. وهذا الاعتقاد يجعله يتعامل مع الأعراض بالراحة والسوائل والأدوية البسيطة، متوقعا أن تتحسن حالته في وقت قصير.
4 التبعات (العواقب): يشمل هذا البعد المعتقدات حول آثار المرض على حياة الشخص، بما في ذلك الآثار الجسدية والنفسية والاجتماعية. على سبيل المثال، يعتقد الشخص المصاب بمرض السكري أن المرض سيؤثر بشكل كبير على نوعية حياته، بما في ذلك القيود المفروضة على النظام الغذائي والأنشطة اليومية. وهذا الاعتقاد قد يسبب له القلق والاكتئاب، لكنه قد يحفزه أيضا على اتباع خطة علاجية صارمة لمنع حدوث مضاعفات
5 قابلية التحكم (التحكم/العلاج): يتضمن هذا البعد معتقدات حول مدى إمكانية السيطرة على المرض أو علاجه، بما في ذلك فعالية العلاج والتدابير الوقائية. ويساعد محاذاة هذه الأبعاد على تكوين فهم شامل لكيفية تأثير معتقدات الأشخاص حول المرض على استجاباتهم وسلوكياتهم الصحية، بما في ذلك: الالتزام بالعلاج والتكيف النفسي مع المرض.
على سبيل المثال، تعتقد مريضة سرطان الثدي أن العلاجات المتوفرة فعالة وأنها قادرة على التغلب على المرض. وهذا التفاؤل قد يعزز التزامها بالعلاج الكيميائي والإشعاعي وغيرها من الإجراءات الطبية، ويزيد من معنوياتها وقدرتها على تحمل الآثار الجانبية للعلاج. توضح هذه الأمثلة كيف يمكن للمعتقدات المرضية أن تؤثر بشكل مباشر على السلوكيات الصحية والتكيف النفسي مع المرض، مما يعزز أهمية فهم هذه المعتقدات عند تقديم الرعاية الصحية.
يمكن طرح عدة إشكاليات قابلة للنقاش تتعلق بنموذج التمثيلات الذاتية للأمراض (Illness Representations Model) لـ ليفينتال
واحدة من هذه الإشكاليات قد تكون
هل يمكن أن تكون معتقدات المرض لدى الأفراد عقبة أمام تحسين صحتهم؟
كيف يمكن للمعتقدات الإيجابية حول المرض (مثل الإيمان بفعالية العلاج والقدرة على الشفاء) أن تحفز المرضى على الالتزام بخطط العلاج وتحسين نوعية حياتهم؟
هل هناك أدلة على أن الأشخاص الذين يملكون معتقدات إيجابية يتمتعون بنتائج صحية أفضل؟
كيف يمكن للمعتقدات السلبية حول المرض (مثل الاعتقاد بعدم إمكانية الشفاء أو الشعور بالعجز) أن تؤدي إلى تدهور الحالة الصحية بسبب عدم الالتزام بالعلاج أو التكيف النفسي السيء؟
ما هي الأمثلة الواقعية التي تظهر تأثير المعتقدات السلبية على سلوكيات المرضى؟
كيف يمكن لمقدمي الرعاية الصحية تعديل وتغيير معتقدات المرض غير الصحيحة أو السلبية لدى المرضى؟
ما هي الاستراتيجيات الفعالة التي يمكن استخدامها لمساعدة المرضى على تطوير معتقدات أكثر إيجابية وواقعية حول أمراضهم؟
كيف تؤثر الخلفية الثقافية والاجتماعية للفرد على معتقداته حول المرض؟
هل هناك اختلافات في معتقدات المرض بين الثقافات المختلفة، وكيف يمكن التعامل معها في إطار الرعاية الصحية؟
ما هي المجالات التي تحتاج إلى مزيد من البحث لفهم تأثير معتقدات المرض بشكل أفضل؟
كيف يمكن لتقنيات البحث الجديدة (مثل التحليل النفسي العصبي أو البيانات الكبيرة) أن تساهم في تحسين فهمنا لمعتقدات المرض وتأثيرها على الصحة؟
هذه الإشكاليات تفتح الباب للنقاش حول الدور الحاسم لمعتقدات المرض في تحسين أو تدهور الحالة الصحية للمرضى، وكذلك كيفية التعامل مع هذه المعتقدات في الممارسات الطبية لتحقيق أفضل النتائج الصحية