بعد السرطان: كيف يمكن للعلاج النفسي أن يساعد في التعافي والتأقلم بقلم مصطفى توفيق طالب باحث في علم النفس

 



السرطان، هذا المرض الفتاك الذي يكسر القلوب ويغير مجرى الحياة، إذ لا يمكن إنكار أن السرطان ليس تحديا طبيا فحسب، بل هو أيضا تجربة نفسية وعاطفية صعبة للغاية. ويعيش الكثير من الأشخاص صمتا وحزنا عميقا مع هذا المرض الذي لا يزال الأطباء يبحثون عن علاج له


بعد أن ينجو الإنسان من مرض السرطان وينهض من جديد ليبدأ رحلة التعافي، يجد نفسه أحيانا محاصرا بصدمات عاطفية ونفسية تتطلب تدخلا متخصصا. ويعد العلاج النفسي السريري أحد أهم الأدوات للتغلب على هذه التحديات


يمكن أن يساعد العلاج النفسي الأشخاص الذين أصيبوا بالسرطان على تحليل وفهم الصدمة الناجمة عن المرض وعلاجه. يستطيع المعالج النفسي توفير بيئة آمنة وداعمة للمريض حيث يستطيع هذا الأخير التعبير عن مشاعره وتجاربه بحرية، وهذا بدوره يساعده على التعامل مع ما قد يشعر به من غضب وحزن وخوف 


يقدم العلاج النفسي أدوات وتقنيات لإدارة التوتر والقلق الذي قد يصاحب فترة ما بعد العلاج. من خلال تعلم تقنيات التنفس العميق والاسترخاء والتأمل للتخلص من الضغوط و الصدمة النفسية ما بعد السرطان


يمكن للمعالج النفسي السريري أن يقدم العديد من العلاجات المقترحة للأشخاص الذين خضعوا للعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، و تم علاجهم من السرطان، وما زالوا يعانون من صدمة ما بعد السرطان، التي يمكن التخلص منها من خلال تحديد العلاج المناسب


1

 العلاج السلوكي المعرفي 

CBT 

 يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي في تغيير الأفكار والمعتقدات السلبية المرتبطة بالصدمة النفسية بعد الإصابة بالسرطان، وتعليم الأفراد مهارات جديدة للتعامل مع التحديات النفسية


2

 العلاج النفسي الداعم


 يشمل العلاج النفسي الداعم تقديم الدعم العاطفي والتوجيه للأفراد للتعامل مع المشاعر الصعبة بشكل صحيح، وتقديم المساعدة في إدارة الضغوطات الناتجة عن تجربة السرطان


3

 العلاج بالتفكير الإيجابي


 يمكن أن يركز العلاج بالتفكير الإيجابي على تعزيز النظرة المتفائلة والمرونة النفسية، مما يساعد على تحسين الصحة العقلية والرفاهية العامة


4

 تقنيات الاسترخاء


يمكن استخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل وتمارين التنفس لتقليل التوتر وزيادة الاسترخاء النفسي


تحديد العلاج المناسب يعتمد على احتياجات الفرد وتفضيلاته، ويمكن للمعالج النفسي السريري تقديم تقييم شامل لتحديد خطة العلاج الأنسب لكل حالة


في النهاية، يعد العلاج النفسي الإكلينيكي جزءا حيويا من رحلة الشفاء بعد مرض السرطان، حيث يساعد المريض على استعادة الثقة بالنفس والتأقلم مع التحديات النفسية التي قد تطرأ على الطريق