ليالي التنويم بقلم ذ/ محمد الغرملي

 


الحر و الأحبار و القر و دواوين القبور طوت انفاسها  بين الكفن والعفن و ماتبقى من اردان

الأجساد.

النفس و رغم خلوها من الروح ما زالت امارة بالسوء.

فاحرقوا البخور بوادي طوى إن كنتم مؤمنين بالعشق و ما يلوذ به.

وإلا فاصبروا لجلاد يوم لا رحمة فيه.

ما زالت الرموس ترمي بجماجمها

على صفيحة من ملة حارقة، تحت شمس مشرعة أبوابها على الغضب الدفين.

تنط الجماجم من بين حروف رموس الخزي الموسوم بالردة و التدليس و الكفر التنغيص، حتى

ما عاد لنا صبح نؤرخ به اعمارنا.

لم تبق على يوميات التأريخ تاريخ. 

القر والحر و القهر تنط منها عيون جوفاء اكل ملامحها الدود و أنياب القدر .

لا أصدقاء صفوة حولي تغمس خبزها في قدحي المترعة،

و لا كؤوس الطلى  تذكرني بايام الهيجاء،

و رقص السيوف على رؤوس الأباطرة العجاف.

انتهى زمن قرض الشعر على أعتاب صروح الشياطين ومن ولاهم او تولاهم.

صرنا نمدغ المجون، نحرك ألسنتنا  بالإفك طولا و عرضا، لتمجيد الشبق و فعل العشق و تفاعيل الجنون. 

لم يبق من الآيات حرفا سطرناها

على خوان النخبة الا الرذاذ و ما تبقى من إيمان بين الصلب و التراب انجمة و صليب و هلال

أكل الصدأ أطرافها.

معابدنا تعج باءمة الجهل  والتحنيط و المسخرة.

يزاولون تفكيك الفكر و مفاهيم العرفان و العلم.

يغيب الفجر خلف ضباب العيون،

يبدو الكسوف مفردا يزيحه المكسوف الي حين دون حرج.

 بعد صعق و رعد، و في لحظة لا وقت و لا زمن لها، تنفرج السماء

لتترك للقمر مجاله الواسع.

و عند اندثار النجوم و غياب الفجر، ينهد مجلس السكارى يغيض الخمر بحوض العشاق، 

يتراجع الحلم خلف خط الأفق

المصبوغ بلون الحذر المشوب بالحيرة و ما سيكون.

فسلام على أحياء العرب الميتين