في هذا المقال، سوف اسلط من خلاله الضوء على ردود فعل أبواق النظام العسكري الجزائري و منابره الإعلامية بشأن المطالبة بفتح الحدود بين المغرب والجزائر.
بعدما خصص جلالة الملك محمد السادس حيزا هاما من خطاب العرش بتاريخ 30 يوليو 2021 للعلاقات المغربية الجزائرية، والدعوة الصادقة إلى تغليب منطق الحكمة ، و تزكية اليد الممدودة تجاه الجزائر من أجل تهدئة توتر العلاقات وفتح الحدود المغلقة بين المغرب و الجارة الجزائر، وإعادة العمل سويا من أجل تقوية العلاقات بين البلدين الجارين، خصوصا عندما قال بالحرف الواحد: "نتأسف للتوترات الإعلامية والدبلوماسية، التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين، وتترك انطباعا سلبيا، لا سيما في المحافل الدولية، لذا ندعو إلى تغليب منطق الحكمة، والمصالح العليا، من أجل تجاوز هذا الوضع المؤسف، الذي يضيع طاقات بلدينا، ويتنافى مع روابط المحبة والإخاء بين شعبينا، فالمغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان، لذا، أدعو فخامة الرئيس الجزائري، للعمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا، عبر سنوات من الكفاح المشترك"، و بهذه المناسبة توالت ردود فعل العديد من المنابر الإعلامية الجزائرية في مقالات إخبارية تعبر عن حقد النظام الجزائري تجاه المغرب وعدم استجابته للمصالحة و تزكية اليد الممدودة، و نقرأ في بعض المقالات الحاقدة و الرافضة للسلم و السلام ليس فقط بين الجارين الشقيقين المغرب و الجزائر بل أيضا بين شعوب العالم التي تم نشرها في الجرائد الجزائرية كرد فعل لا يبشر بالخير، و نبدأ بهذا المقال الإخباري لجريدة "الصوت الآخر" تحت عنوان : "الجُمهورية الصحراوية تُعلقُ على خطاب محمد السادس"، حيث أكدت وزارة الإعلام الصحراوية و (أنا استغرب لهذه الوزارة الوهمية) في بيان لها اليوم الأحد ردا على ما ورد في خطاب جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش، على أن خطابه الليلة يتناقض بصفة مطلقة مع تصرفات المغرب، و لا يهدف إلا الى ربح المزيد من الوقت لجلب المزيد من العتاد الحربي و تحضير كل المؤمرات و الدسائس ضد الشعب الصحراوي و شعوب المنطقة والقارة الأفريقية، و تعقيبا لمقدمة هذا المقال أذكر كاتبه أن جلالة الملك محمد السادس أكد على تقوية العلاقات بين البلدين الشقيقين و لم يشر إلى الحرب بل قال بالحرف الواحد: "وأنا أؤكد هنا لأشقائنا في الجزائر، بأن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن یأتیکم منه أي خطر أو تهديد؛ لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا"
و في مقال آخر نشر على صفحات جريدة جزايرس تحت عنوان " مُحلل سياسي ل"الجزائر الجديدة"...خطاب ملك المغرب مُناورة تُخفي نوايا سيئة، و أريد هنا أن أذكر كاتب هذا المقال أن خطاب العرش بعيد كل البعد عن المناورات التي تخطر على بال كاتب هذا المقال الذي تجاهل ما جاء في خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس عندما قال: " نعتبر أن أمن الجزائر واستقرارها، وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب واستقراره، والعكس صحيح، فما يمس المغرب سيؤثر أيضا على الجزائر؛ لأنهما كالجسد الواحد"، و في مقال آخر نشر كذلك على صفحات "الشروق أونلاين" تحت عنوان جبهة البوليساريو ترد على "الخطاب المعسول" لمحمد السادس“خطابك يتناقض بصفة مطلقة مع تصرفاتك ومؤامرات ضدنا وضد إفريقيا”، و أريد هنا كذلك أن أذكر موقع جريدة الشروق أونلاين أن رواية المؤامرة لا محل لها من الإعراب في الخطاب الملكي السامي، أما بيان جمهورية الوهم الذي قال "لقد فشل المغرب في بناء علاقات ثقة مع جميع جيرانه و لذلك لن ينطلي خطاب محمد السادس هذه الليلة على من تابعه لفقدان كلامه للمصداقية ما دامت المواقف و الواقع اصدق من الكلمات"، فأريد هنا أن أشير إلى ما حققه المغرب مع قادة الدول الإفريقية والعربية بخصوص إفتتاح قنصليات عامة لبلدانهم في المناطق الجنوبية للصحراء المغربية، حيث كانت قنصلية ملاوي إضافة إلى قنصلية الإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين وكوت ديفوار وجزر القمر والغابون وساو تومي وبرينسيبي وجمهورية إفريقيا الوسطى وبوروندي وإسواتيني وزامبيا، ما يعني أن أكثر من عشرين دولة فتحت حتى الآن تمثيلات دبلوماسية في الصحراء المغربية، و على جمهورية الوهم أن تدرك أن وجودها في الإتحاد الإفريقي في طريقه إلى الزوال، خصوصا عندما أكد وزير الشؤون الخارجية الغامبي السابق، لامين كابا باجو، أنه بإمكان الاتحاد الإفريقي استعادة مصداقيته الكاملة وحياده، وكذا المساهمة بفعالية في حل النزاع حول الصحراء المغربية، شريطة طرد، أو على الأقل، تعليق نشاط الجمهورية الوهمية من المنظمة الإفريقية، فهذه هي المواقف والواقع أصدق من الكلمات التي يجب على الجبهة الوهمية أن تدركها جيدا.
إن الانتصارات الدبلوماسية و الإنجازات الإقتصادية، التي حققها المغرب خلال السنوات العشر الماضية في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، جعلت المغرب في ركب الدول المتقدمة، و أكدت أن المغرب في طريقه إلى النمو و الازدهار، و أن القوة الناعمة التي ينهجها المغرب في سياسته الخارجية ستظل شوكة في حلق أعداء الوطن، خصوصا و أن كسب المعارك سلميا أهم و أقوى من كسبها عن طريق القوة و الحرب.
إن النظام الجزائري للأسف لم يستجب إلى المطالبة بفتح الحدود بين البلدين الشقيقين و تقوية العلاقات بين المغرب و الجزائر، و لكن لا حياة لمن تنادي.