بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة المجاهد الوطني الشريف مولاي أحمد الريسوني (1925-2025)، شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، يومي الأربعاء والخميس 21 و22 ماي 2025، تنظيم الملتقى الدولي للمقاومة الجبلية بشمال المغرب: أحداث واعلام، وذلك بمبادرة من "مؤسسة المجاهد الشريف مولاي أحمد الريسوني للآداب والفنون والعلوم الإنسانية" والزاوية الريسونية، بشراكة مع الكلية.
وقد عرف هذا الحدث الأكاديمي حضور نخبة من الباحثين والمؤرخين والإعلاميين، إلى جانب شخصيات أكاديمية بارزة، من بينهم فضيلة الدكتور الطيب الوزاني الشاهدي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، الذي نوه في كلمته بأهمية هذا اللقاء العلمي في إعادة الاعتبار لتاريخ المقاومة الجبلية بالمغرب، وتعزيز الذاكرة الوطنية من خلال البحث الأكاديمي والتوثيق الإعلامي
.
سلط الملتقى الضوء على الدور المحوري الذي اضطلع به المجاهد مولاي أحمد الريسوني في قيادة المقاومة ضد الاستعمار، خاصة في المناطق الجبلية الشمالية، كما تم التطرق إلى السياقات السياسية والدينية التي واكبت هذه المرحلة من تاريخ المغرب الحديث، إضافة إلى تحليل كيفية تناول الإعلام لتلك الأحداث في حينها، ودوره في حفظ الذاكرة الوطنية.
وتخلل الملتقى عرض وثائقيات وشهادات حية، فضلا عن معرض للصور والوثائق النادرة التي توثق لمسار المجاهد الريسوني. كما شكل الحدث مناسبة للقاء بين الأجيال، عبر استضافة أحفاد المجاهد وبعض معاصريه ممن قدموا شهادات مؤثرة حول نضاله وتضحياته.
وقد أكد المشاركون في ختام أشغال الملتقى على ضرورة توسيع دائرة البحث الأكاديمي حول المقاومة المغربية، خاصة في أوساط الطلبة والباحثين الشباب، وتعزيز التعاون بين الجامعات والمؤسسات الثقافية والزوايا التاريخية من أجل صون الذاكرة الوطنية وتوثيقها للأجيال القادمة.
وقد شهد الحدث كذلك تغطية إعلامية متميزة، حيث قام الاتحاد الدولي للصحافة والإعلام والاتصال بتغطية فعاليات الملتقى، عبر توثيق الجلسات العلمية، وإجراء لقاءات مع المشاركين، ونقل أجواء هذا الحدث التاريخي إلى الجمهور الواسع، مما ساهم في تعزيز حضور الذاكرة الوطنية في الفضاء الإعلامي وربط الماضي بالحاضر عبر الإعلام المسؤول
.
يبقى المجاهد مولاي أحمد الريسوني رمزًا للبطولة والوفاء للوطن، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة المغرب، مقاومًا جسّد روح التحدي والإيمان العميق بعدالة القضية الوطنية
.