مصطفى توفيق يكتب قصة قصيرة: زيارة تبون لأنقرة



في شهر مايو 2022، غالبا ما يكون الجو في أنقرة رائعا ، و تكون درجات الحرارة ما بين 19 و 26 ، و إلقاء نظرة على مؤشر الأشعة فوق البنفسجية يزيد المدينة جمالا و متعة و انتعاشا...هكذا كان الجو في أنقرة في ذلك اليوم الذي استقبل فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.


لم أكن أتوقع ماذا حدث قبل مصافحة الضيف القادم من قصر المرادية أمام عدسات الكاميرات التي كانت توثق الحدث الذي انتشر كالنار في الهشيم عبر أرجاء العالم، وشغل مواقع التواصل الاجتماعي.


يا لها من فضيحة!... "الخنونة" التي هطلت بغزارة من أنف الرجل ما كانت لتتوقف لولا المنديل الأبيض النظيف، الذي قاومها دون الالتفات إلى محيطه.


وجه العديد من المشاهدين انتقادات لاذعة الى السيد الرئيس و هو منشغل مع حركاته المثيرة للجدل بعد محاولته التي نجحت أخيرا في كبح "الخنونة" و إعادة المشهد إلى حالته الطبيعية ...بعضهم شعر بالقرف و الاشمئزاز ، و البعض الآخر سخر وضحك على الرغم من عزوف الناس عن الضحك في قرننا الواحد والعشرين الذي أصبح يتسم بالأوبئة و الحروب.


غالبا ما يتحدث الإعلام عن مضمون الزيارات المتبادلة التي يقوم بها ملوك و رؤساء الدول مع  نظرائهم ملوك و رؤساء الدول المضيفة.


قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن زيارة الرئيس الجزائري تبون لتركيا استراتيجية، ودليل على حسن النوايا لتقوية العلاقات بين البلدين، وقال الرئيس تبون إن المحادثات مع الرئيس التركي كانت عميقة.



هناك عدة أنواع من الزيارات...الزيارات الرسمية وزيارات العمل والزيارات الخاصة، ويتم تصنيف هذه الزيارات على أنها "واردة" ، و "صادرة" عندما تتم دعوة رئيس من قبل رئيس دولة أخرى للقيام بزيارة، وبالتالي يمكن أن تتخذ هذه الاتصالات عدة أشكال.


تجسد زيارات الدولة أعلى مستوى من العلاقات بين البلدين وعادة ما تستغرق يومين إلى ثلاثة أيام.


وتهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية، وعادة ما تكون الزيارات الرسمية أو العمل أقصر وأقل رسمية من زيارات الدولة. 


يعتمد البرنامج والبروتوكول والترتيبات العملية على شكل الزيارة  ويستغرق التخطيط لزيارات الدولة القادمة ستة أشهر على الأقل.


عادة ما تبدأ هذه الزيارات وتنتهي في مطار الدولة المضيفة ، حيث يستقبل ممثلو الحكومة رئيس الدولة الزائر، ويتضمن أول حدث رسمي تقليديًا حفل ترحيب خارج القصر الرئاسي ، حيث يتم الترحيب برئيس الدولة الأجنبية من قبل رئيس الدولة المضيفة.


بمجرد الدخول ، تستمر الزيارة بتبادل الهدايا ، بالإضافة إلى غداء خاص يستضيفه رئيس الدولة (إذا وصل المضيف في الصباح)، ثم يقوم رئيس الدولة المدعو بمنح الجماهير لرئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء ووزير الخارجية.


يتم الاتفاق على برنامج اليوم (الأيام) التالية بين البلدين، قد يشمل زيارات إلى مواقع تسلط الضوء على الثقافة وتنوع المناطق والاقتصاد في الأمسية الثانية.


وعادة ما تستضيف الدولة الزائرة حدثًا ، مثل حفلة موسيقية أو معرض أو حفل استقبال، وفي اليوم الأخير (غالبًا في اليوم الثالث من الزيارة) ، تُقام مراسم المغادرة  قبل مغادرة رئيس الدولة للبلد الزائر.


و بالرغم من الأحداث المفاجئة التي تقع خلال الزيارات الرسمية 

مثل ما وقع للرئيس الجزائري عندما زار المجمع الرئاسي بانقرة في تركيا بتاريخ 16 من شهر مايو 2022 ، وقع ما لم يكن متوقعا في الحسبان في تلك الزيارة، التي جعلت "الخنونة" موضوع السخرية و الضحك تارة و الاشمئزاز و القرف و الشعور بالغثيان تارة أخرى.


لنتأمل قليلا في الضحك بالنسبة لبيرجسون ، الضحك يتحدث عن الذكاء الخالص للدماغ عندما نضحك ، نضع العواطف والتأثيرات جانبًا، يتطلب الضحك موقفًا منفصلاً عما يجعلنا نضحك.


فهل تحولت زيارة الرئيس تبون إلى لقطة فكاهية أو مشهد كوميدي؟ 


لن نهدف إلى حبس الروح الكوميدية ضمن تعريف بيرجسون  للضحك ، سنقتصر على مشاهدة اللقطة وهي تنمو وتتوسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، و لكن في المقابل ستظل الظروف التي ينشأ فيها الضحك ويزدهر في ظلها بعيدة المنال، ومثيرة للسخرية أمام شعوب العالم.